في الصمود الصناعي والنجاح الإبداعي مشروع أمين على مبادىءالمدرسة الصناعية منذ الإنطلاقة الأولى للصناعة في تاريخ لبنان الحديث، جهد الصناعيون اللبنانيون في خلق قضية ذات بعد وطني، تتعلق بالتعريف عن المنتج ومنحه هوية خاصة، ومن ثم الترويج له بما يحّمله من قيمة مضافة تظهر عراقته في قالب من الجودة والتميز، إلى جانب الأناقة والريادة والإبداع. عملياً، انكب الصناعيون في عمل دؤوب على التواصل مع مختلف المواقع الفاعلة، محلياً وعربياً ودولياً، رافعين لواء الإنتاج الوطني المشرق. فما تنتجه مصانعنا هو أكثر من سلعة، إنه تجسيد متكامل لطريقة في الحياة وحباً لها. إنه مفهوم الإبداع اللبناني، والمجازفة اللبنانية، والطموح اللبناني، وكلها في مزيجها الخاص ونكهتها المختلفة، كونت الحلم الصناعي اللبناني. وإذا كنا ولم نزل نواجه كصناعيين العديد من المعوقات في عناد وتصميم، إلا أننا لم نهمل محورية باب التسويق والترويج. فجهدت جمعية الصناعيين اللبنانيين إلى جانب وزارة الصناعة وفعّلت صادراتها وأقامت المعارض، وفتحت أبواب التعاون مع معهد البحوث الصناعية والمركز الأوروبي-اللبناني للتحديث الصناعي، وكذلك مع العالم العربي والسوق الأوروبية المشتركة، ومع السفارات والملحقيات المختصة إلى جانب الجهات المعنية في أفريقيا وقارتي أميركا واسيا. في هذا الإطار، كان علينا ألا نستسلم للشلل والتعطيل من جهة، ومن جهة ثانية وجدنا من الضروري التكيّف مع العولمة والتبادل المفتوح للمعلومات وتعزيز التواصل وإعداد خطط للإنتشار والتسويق، بما يفسح في المجال لمئات الملايين من الاطلاع على خاصية إنتاجنا الصناعي وميزاته. عزز هذا التوجه في قالب توثيقي – علمي مبرمج، دليل الصادرات والمؤسسات الصناعية اللبنانية. فشكل لنا ساعداً تنافسياً متألقاً في الترويج للصناعة اللبنانية والقطاعات الإقتصادية الأخرى المساندة لها في لبنان والخارج، وفي الأسواق المحلية والخارجية. إن العمليات المتعلقة بالبحوث والتوثيق والمسح الميداني تعدّ من المسلمات الإستثمارية. ولطالما ترافقت ذروة المستويات في نموّ الناتج المحلّي الإجماليّ، مع تسجيل إنجازاتٍ إبتكارية مجليّة في هذا الإطار. وهذا ينطبق على الدليل الصادر باللغتين العربية والانجليزية الذي تجسد من خلال عملية مسح ميداني بجميع الاراضي اللبنانية وشمل 6208 مؤسسة صناعية مشكلاً المرجع الاساسي للصناعة اللبنانية اضافة إلى ان هذا الدليل وضع على موقع الالكتروني www.lebanon-industry.com ويحتل موقعاً مرموقاً على محرك البحث Google والمواقع الالكترونية العالمية مما اعطى زخماً في ابراز الصناعة اللبنانية وجعلها في متناول ملايين المتطلعين. فالقيمين على طبعه ونشره اليد التي تشد على اليد، مع التمني بالنجاح الكامل لمشروع أمين على مبادئ المدرسة الصناعية، التي تؤمن أن الرسالة الأولى والأهم لقيام مجتمع أفضل، تكمن في إنتاج خلاق كفيل بتفجير طاقات أبناء الوطن، داخل لبنان، دون أن يهجروه، وفي تحويل نجاحاتنا الخاصة نجاحاً جماعياً إبداعياً وطنياً، وبالتوفيق.